مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما 129
مسند احمد
حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله يعني (3) ابن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري، حدثنا شراحيل بن يزيد، عن محمد بن هدية عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر منافقي أمتي قراؤها "
حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من النِّفاقِ كُلِّه؛ لأنَّه يُورِدُ صاحِبَه المَهالِكَ، وهو من صِفاتِ غيْرِ المُؤْمِنينَ. وفي هذا الحديثِ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أكْثَرُ مُنافِقي أُمَّتي قُرَّاؤُها" وهم الذين يَحْفَظونَ القُرْآنَ ويَقرَؤونَه ويُقرِئونَه غيرِهم لأجْلِ الدُّنيا، لا لأجْلِ الآخِرَةِ وما عندَ اللهِ تعالى، وهذا مِن النِّفاقِ العَمَليِّ، وهو التَّصنُّعُ ببَعْضِ الأعْمالِ الدِّينيَّةِ لنَيْلِ الدُّنْيا، كعَمَلِ بعْضِ القُرَّاءِ المُتَّصلينَ بأهْلِ الدُّنْيا ومُلوكِها الطالِبينَ لِمَا في أيْديهم. وليس المُرادُ كُلَّ القُرَّاءِ؛ فقد يكونُ من بعْضِهم قِلَّةُ الإخْلاصِ في العَمَلِ، والتَّبرُّؤُ من الرِّياءِ والسُّمْعةِ، ولكنْ لا يُوجِبُ ذلك أنْ يكونَ مَن فَعَلَ شيئًا من ذلك من غيْرِ اعتيادٍ له منافِقًا.