مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما170
مسند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، " أن النبي صلى الله عليه وسلم: وجد تمرة في بيته تحت جنبه، فأكلها " (1)
الزَّكاةُ رُكنٌ مِن أركانِ الإسلامِ، وهيَ إخراجُ شَيءٍ مُعَيَّنٍ مِنَ المالِ، وإعطاؤُه لمُستَحِقِّيه، وقد بَيَّنَ اللهُ تعالى مَن تُصرَفُ لهمُ الزَّكاةُ، وكذلك بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن تَحرُمُ عليهمُ الزَّكاةُ، ومِمَّن تَحرُمُ عليه الزَّكاةُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآلُ بَيتِه، فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَقبَلُ الصَّدَقةَ، ويَقبَلُ الهَديَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَدَ تَمرةً في بَيتِه تَحتَ جَنبِه، أي: عِندَ فِراشِه، فأخَذَها فأكَلها، ولم يَكُنْ يَعلمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَل هيَ مِنَ الصَّدَقةِ أم مَن تَمرِ أهلِه؛ ولذلك جاءَ في بَقيَّةِ الحَديثِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعدَما أكَل التَّمرةَ جَعَل يَتَضَوَّرُ مِن آخِرِ اللَّيلِ، أي: يَتَلوَّى مِنَ الأرَقِ والتَّفكيرِ بسَبَبِ أكلِ هذه التَّمرةِ خَشيةَ أن تَكونَ مِنَ الصَّدَقةِ.
وفي الحَديثِ بَيانُ أكلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتَمرةٍ وجَدَها في بَيتِه.