‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما286

مسند احمد

‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما286

حدثنا وكيع، وإسحاق يعني الأزرق، قالا: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أحد (1) من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده، إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه: اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح، ما دام محبوسا في وثاقي " قال عبد الله [بن أحمد] : قال أبي وقال إسحاق: " اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة " (1)

 فضْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادِه المُؤْمِنينَ عَظيمٌ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ صُوَرِ هذا الفَضْلِ مِن اللهِ تَعالى، فيقولُ: "ما من مُسْلِمٍ يُصابُ في جَسَدِه" بمَرَضٍ أو أَلَمٍ يَمنعُه من القِيامِ بعَمَلِه فصَبَرَ واحْتَسَبَ أجْرَه عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، "إلَّا أَمَرَ اللهُ تَعالى الحَفَظَةَ" وهمُ الملائِكَةُ الذين كانوا يَكْتُبونَ طاعاتِه: "اكْتُبوا لعَبْدي في كُلِّ يوْمٍ ولَيلَةٍ من الخيْرِ ما كان يَعمَلُ"، أي: أجْرَ ما كان يَعمَلُه وهو صَحيحٌ، فيَنْبَغي للعبْدِ أنْ يَجْتهِدَ في الطاعاتِ، ويَبْذُلَ الخيْرَ أيَّامَ صِحَّتِه، حتى إذا عَجَزَ عنِ القيامِ به أجْرى اللهُ ثَوابَه عليه،"ما دامَ مَحْبوسًا في وِثاقي"، أي: قَيْدي؛ وذلك لأنَّ المَرَضَ قَدَرٌ منَ اللهِ يَمنَعُ العبدَ العَمَلَ، وهو مع رِضاهُ بقَدَرِ اللهِ يُعْطيهِ اللهُ، وهذا من رَحْمةِ اللهِ وكَرَمِه على عِبادِه.