مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 153
مسند احمد
حدثنا إسماعيل، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن غيلان بن سلمة الثقفي: أسلم وتحته عشر نسوة [ص:221]، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اختر منهن أربعا»
هدَمَ الإسلامُ ما كان مُقرَّرًا في الجاهليَّةِ مِن ظُلمٍ أو تَعدٍّ، وأقَرَّ ما كان خيرًا، وأظهَره في صورةٍ أفضَلَ
وفي هذا الحديثِ يَقولُ الحارثُ بنُ قيسٍ: "أسلَمتُ وعِندي ثَمانِ نِسوةٍ"، أي: وأنا متزوِّجٌ بِهنَّ، ولعلَّه كان يَعلَمُ التَّحريمَ قبلَ إسلامِه؛ ولذا استَشكَل الأمرَ في حالتِه وعِندَه ثَمانِ نِسْوةٍ، "فذَكَرتُ ذلك للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: أخبَره أنَّه متزوِّجٌ مِن ثمانِ نِسوةٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اختَرْ مِنهنَّ أربَعًا"، أي: أبْقِ على أربعٍ مِنهنَّ وفارِقِ الباقياتِ؛ للمَنعِ مِنَ الجَمْعِ بينَ أكثرَ مِن أربعِ نِسوَةٍ
وفي الحديثِ: بيانُ الحدِّ الأقصى للجَمعِ في الزَّواجِ بين أربعةٍ مِنَ النِّساءِ مُجتَمِعاتٍ في وقتٍ واحدٍ
وفيه: أنَّ الجمعَ في الجاهليَّةِ كان بينَ أكثرَ مِن أربعةٍ مِن النِّساءِ
وفيه: بيانُ فضيلةٍ للحارثِ بنِ قيسٍ رضي اللهُ عنه