مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 62
حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة
عن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين، وأنا معه (2)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يهتمُّ لأمْرِ المسلِمين ومَصالِحِهم؛ لِمَا جعَل اللهُ عزَّ وجلَّ مِن مَسؤوليَّةٍ عليه نحوَهم، فكان يظَلُّ مُستيقِظًا بعدَ العِشاءِ أحيانًا لِمُناقشَةِ أبي بكْرٍ وعُمَرَ في حوائِجِ المسلِمين
وفي هذا الحديثِ يقولُ عمَرُ بنُ الخطَّاِب رَضِي اللهُ عَنه: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "يَسمُرُ"، أي: يتكلَّمُ بعدَ العِشاءِ،
"مع أبي بكْرٍ في الأمْرِ مِن أمْرِ المسلِمين وأنا معَهما"،
أي: كان هذا المجلِسُ يجمَعُ بينَ أبي بكْرٍ وعمَرَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ للتَّحدُّثِ في شُؤونِ وحوائِجِ المسلِمين، وقد كانا كوَزيرَينِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يأخُذُ برأْيِهما في أمُورٍ كثِيرةٍ فيما لَم يَنزِلْ فيه وحْيٌ.
وقد ورَدَ في أحاديثَ أخرى النهيُ عن السَّمرِ بعدَ العِشاءِ وكراهةُ الحديثِ بعدَها؛ فقيل: النَّهيُ عن السَّمَرِ هو فيما ليس فيه خيْرٌ، والسَّمرُ للحاجَةِ ليس داخِلًا في النَّهْيِ.