اجتماع جنازة صبي وامرأة
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمار قال: «حضرت جنازة صبي وامرأة، فقدم الصبي مما يلي القوم، ووضعت المرأة وراءه، فصلى عليهما»، وفي القوم أبو سعيد الخدري، وابن عباس، وأبو قتادة، وأبو هريرة فسألتهم عن ذلك، فقالوا: «السنة»
تَعلَّمَ الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كل شيء، ومن ذلك: صلاةُ الجِنازةِ، وما يُفعَلُ فيها، وقد عَلَّموا ذلك لِمَن جاء بعدَهم؛ أداءً للأمانةِ الَّتي عليهم
وفي هذا الحديثِ يقولُ عمَّارُ بنُ أبي عمَّارٍ مولَى بني الحارثِ بنِ نَوْفَلٍ: "حضَرْتُ جِنازةَ صبِيٍّ وامرأةٍ"، وهما أمُّ كُلْثومٍ بنتُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وابنِها زَيْدِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ، والجِنازةُ: اسمٌ للميِّتِ في النَّعشِ، "فقُدِّمَ الصَّبيُّ ممَّا يَلي القومَ"، أي: جُعِلَ الصَّبيُّ أمامَهم في صلاةِ الجِنازةِ، "ووُضِعَتِ المرأةُ وراءَه"، أي: وُضِعَتْ بعدَه في جهةِ القِبلةِ، فيكونُ أستَرَ لها، "فصلَّى عليهما"، وهُما على تلك الهيئةِ، "وفي القومِ أبو سعيدٍ الخُدريُّ، وابنُ عبَّاسٍ، وأبو قَتادةَ، وأبو هُرَيرةَ، فسأَلْتُهم عن ذلكَ، فقالوا: السُّنَّةُ"، أي: رفَعوا هذا الفِعلَ والتَّرتيبَ في الجِنازةِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
وفي الحديث: مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ على المُتوفَّيْنَ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ معًا في صلاةٍ واحدةٍ
وفيه: بيانُ تَرتيبِ الجنائزِ إذا اجتَمَع في المتوفَّيْنَ رِجالٌ ونِساءٌ، وأنَّ الرِّجالَ يُوضَعونَ أمامَ الإمامِ، ثم النِّساءُ إلى جِهةِ القِبلةِ