استحقاق الخمر لشراب البسر والتمر 3
سنن النسائي
أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: أنبأنا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن محارب بن دثار، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الزبيب، والتمر هو الخمر»
حَرَّمَ اللهُ سُبحانه الخمرَ؛ لِمَا فيها مِن مَفاسدَ تَعودُ بالضَّررِ على العقلِ والمالِ، وبسَببِهَا يَرتكِبُ الإنسانُ الكثيرَ مِن الذُّنوبِ لغَيابِ عقْلِه
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ الخمرَ الَّتي كانت مَوجودةً في المدينةِ عندَ التَّحريمِ هي الخمرُ المصنوعةُ مِن البُسْرِ -وهو ثَمَرُ النَّخلِ قبْلَ أنْ يَنضَجَ ويَصيرَ رُطَبًا- ومِن التَّمرِ فقطْ، فلمْ تكُنْ هناك الخمرُ المصنوعةُ مِن العِنَبِ وغيرِه، من الأنواعِ المُشتَهِرة وغيرِ المُشتَهِرةِ
وقد نزل تحريمُ الخَمرِ في سُورةِ المائدةِ؛ في قَولِه تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة: 90، 92]
والخمْرُ مِن التَّخميرِ، وهو: التَّغطيةُ؛ سُمِّيتْ بذلك لأنَّها تُغطِّي العقْلَ، فتكونُ رَأسًا لوُقوعِ العبْدِ الشاربِ في المُوبِقاتِ