الإشارة إلى الركن
سنن النسائي
أخبرنا بشر بن هلال، قال: أنبأنا عبد الوارث، عن خالد، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يطوف بالبيت على راحلته، فإذا انتهى إلى الركن أشار إليه»
الحَجَرُ الأسوَدُ حَجَرٌ كرِيمٌ، أنزَلَه اللهُ سُبحانه وتعالَى مِنَ الجنَّةِ، فكان يُقبِّلُه النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم. واتِّباعًا لهَدْيِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نُقبِّلُه ونَستلِمُه ونُشيرُ إليه، وإنْ كان حَجَرًا لا يَضُرُّ ولا يَنفَعُ
وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طافَ بالكَعبةِ وهو في حَجَّةِ الوَداعِ، كما في الصَّحيحَيْنِ، راكِبًا بَعيرَه، وهو الجَملُ الذي يُتَّخَذُ لِلسَّفَرِ
وكُلَّما أتَى الرُّكنَ الأسودَ وحاذاه أشارَ إليه، وقد جاء في رِوايةٍ في الصَّحيحَيْنِ أنَّه كان بيَدِه مِحجَنُه -وهي عَصًا مَحنِيَّةُ الرَّأسِ- فكان يُشيرُ بالمِحْجَنِ ثم يُقبِّلُ المِحجَنَ، مُكتَفيًا بذلك عنِ استِلامِ الحَجَرِ ومَسحِه
وكان رُكوبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تلك الحَجَّةِ مِن أجْلِ المَرَضِ، وقيلَ: كَراهِيةَ أنْ يُضرِبَ النَّاسُ عنِ الحَجرِ، يَعني أنَّه لو طافَ ماشيًا لانصرَفَ النَّاسُ عنِ الحَجَرِ كُلَّما مرَّ عليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ تَوقيرًا له أنْ يُزاحَمَ، وقيلَ: فعَلَ ذلك؛ ليَسمَعَ النَّاسُ كلامَه، ويَرَوْا مَكانَه، وليَقتَدوا به
وفي الحديثِ: أنَّه إذا عَجَزَ عن تَقبيلِ الحَجَرِ استَلَمَه بيَدِه أو بعَصًا ونَحوِها
وفيه: بَيانُ يُسرِ الإسلامِ في العِباداتِ وفي الطَّوافِ حَولَ البَيتِ راكبًا، لمَن لا يَستطيعُ ذلك ماشيًا