التوسل بالعباس عم رسول الله
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون.
قُحطوا بضم القاف وكسر الحاء أي أصابهم القحط، يقال قحط المطر قحوطًا إذا احتبس.
2-هذا الحديث دليل على تحريم التوسل بالأموات، إذ لو كان جائزًا لما عدل عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتوسل بعمه الحي.
قال صاحب فيض الباري على صحيح البخاري "قوله: اللهُمَّ أَنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إليك بِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلّم ليس فيه التوصُّلُ المعهودُ الذي يكون بالغائب حتى قد لايكون به شعورٌ أصلا، بل فيه توسُّلُ السَّلف، وهو أن يُقَدِّم رجلا وذا وجاهةٍ عند الله تعالى ويأمرَه أن يدعو لهم، ثم يحيل عليه في دعائه، كما فُعل بالعبَّاس رضي الله عنه عَمِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم ولو كان فيه توسُّلُ المتأخرين لما احتاجوا إلى إِذْهَاب العبّاس رضي الله عنه معهم، ولكفى لهم التوسُّل بنبيهم بعد وفاتِه أيضًا، أو بالعباس رضي الله عنه مع عدمِ شهوده معهم".
4-روى عبد الرزاق من حديث بن عباس أن عمر استسقى بالمصلى فقال للعباس قم فاستسق فقام العباس، فتبين بهذا أن في القصة المذكورة أن العباس كان مسئولا وأنه ينزل منزلة الإمام إذا أمره الإمام بذلك.
5-فيه أن الخروج إلى الاستسقاء والاجتماع والبروز لا يكون إلا بإذن الإمام ، وهذه سنن الأمم السالفة قال الله تعالى : ( وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه ) [ الأعراف : 160 ] ، وأما الدعاء فى أعقاب الصلوات فى الاستسقاء فجائز بغير إذن الإمام
6-فيه فضل العباس وفضل عمر رضي الله تعالى عنهما لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه.