حق الله على العباد
بطاقات دعوية
عن معاذ رضي الله عنه قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير، فقال: يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله: أفلا أبشر به الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا.
هذا الحديث متفق عليه أخرجه البخاري، ومسلم.
ثانيًا : المفردات
· قوله ردف النبي صلى الله عليه وسلم بكسر أوله وسكون الدال أي راكب خلفه يقال أردفته أي حملته خلفي وردفته أي ركبت خلفه.
· قوله فيتكلوا من الاتكال وهو الاعتماد.
ثالثًا : الفوائد
1- فيه: جواز تسمية الدواب بأسماء تخصها
2- فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان يردف أصحابه على الدابة معه.
3- إرداف النبي صلى الله عليه وسلم أفاضل الصحابة، ومعاذ أحد الأربعة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
4- فيه طرح المعلم المسألة على تلاميذه وإن كانت لا تدرك إلا بدقة النظر.
5- فيه تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض، كراهية أن لا يفهموا.
6- قوله (حق الله على العباد) ، هنا هي العبودية العامة التي لا يخرج منها بر ولا فاجر، ولا تقي ولا شقي، ولا مؤمن ولا كافر، وهي التي في قوله تعالى (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا).
7- قوله (الله ورسوله أعلم) فيه أدب الصحابة، وإثبات أن العلم هو قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم
قال ابن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
9- قوله ( حق العباد على الله ) هو الحق الشرعي، لا الواجب العقلي كما يقوله المعتزلة، وكأنه لما وعد به تعالى (ووعده الصدق) صار حقاً من هذه الجهة.
10- قوله (لا تبشرهم فيتكلوا) أي فيسيئوا الفهم، وأن مجرد الشهادة باللسان تكفي، فيتركوا العمل، اعتمادًا على هذا الفهم، وهذا مؤيد من النصوص الأخرى، ولهذا ترجم البخاري لهذا الحديث فقال "من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألا يفهموا".