الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب 2
سنن النسائي
أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني زيد، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، أن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال: جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتخ، فقال: كذا في كتاب أبي، أي خواتيم ضخام، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب يدها، فدخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب، وقالت: هذه أهداها إلي أبو حسن، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلسلة في يدها فقال: «يا فاطمة، أيغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله وفي يدها سلسلة من نار»، ثم خرج ولم يقعد، فأرسلت فاطمة بالسلسلة إلى السوق فباعتها، واشترت بثمنها غلاما وقال مرة: عبدا وذكر كلمة معناها فأعتقته، فحدث بذلك، فقال: «الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَحُثُّ نِساءَه ونِساءَ المسلِمين على الزُّهدِ في الدُّنيا، وتَرْكِ الجمعِ الكثيرِ مِن زينَتِها؛ تَرغيبًا فيما عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُقبةُ بنُ عامرٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يَمنَعُ أهلَه الحِلْيةَ والحريرَ"، أي: يمنَعُهنَّ منها زُهدًا فيها وتَنزيهًا، لا نَهْيَ تَحريمٍ، وقيل: ربَّما كان منْعُه على وجهِ الخُصوصِ لأهلِه، والمرادُ بأهلِه: النِّساءُ، والمرادُ بالحِلْيةِ: الزِّينةُ، ويقولُ: "إن كُنتُم تُحِبُّون"، أي: تَرغَبون وتَحرِصون وتُريدون أنْ تَلبَسْن، "حِلْيةَ الجنَّةِ وحَريرَها"، أي: تُجازَون بها في الآخرةِ، "فلا تَلبَسوها في الدُّنيا"، أي: انتَهُوا عنها في الدُّنيا يُجازِكُم اللهُ بها في الآخرةِ مِن حِلْيةِ الجنَّةِ