باب إخراج الميت من القبر بعد أن يدفن فيه
سنن النسائي
أخبرنا العباس بن عبد العظيم، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن جابر قال: «دفن مع أبي رجل في القبر فلم يطب قلبي حتى أخرجته ودفنته على حدة»
للشُّهداءِ في سَبيلِ اللهِ مَكانةٌ عظيمةٌ عندَ اللهِ سبحانَه وتعالَى، وكان لِشُهداءِ أُحُدٍ موقعٌ عظيمٌ في نَفْسِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفي نُفوسِ المُسلِمينَ، وقد قُتِل عبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ حَرامٍ والدُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عَنْهما في غَزوةِ أُحُدٍ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ الله رَضيَ اللهُ عَنْهما: «دُفِنَ أَبِي مع رَجُلٍ"، قيل: هو عَمْرُو بنُ الجَمُوحِ بنِ زيدٍ رَضيَ اللهُ عنه، فلمْ يَحتمِلْ جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه في نَفْسِه أنْ يكونَ مع أبيه غيرُه في القَبرِ، فأَخرَجه مِن قَبرِه ودَفَنَه مُنفرِدًا، وكان إخراجُه مِن قَبرِه بعِلْمِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإذْنِه. وفي صَحيحِ البخاريِّ أنَّه عِنْدما أخْرَجَه وَجَده كيَومِ دَفْنِه إلَّا بعضَ ما أَصابَه في أُذُنِه، وكان قد أخرَجَه بعْدَ دَفْنِه بسِتَّةِ أشهُرٍ، وهذِه مَنقبةٌ وفضلٌ لعبدِ اللهِ والدِ جابرٍ رَضيَ اللهُ عنهما
وفي الحديثِ: جمْعُ الرجُلَينِ في القبرِ الواحدِ
وفيه: مَشروعيَّةُ إخراجِ المَيتِ بعْدَ دفْنِه، إذا كان لسَببٍ