باب إذا صلى قاعدا ثم صح أو وجد خفة تمم ما بقي

بطاقات دعوية

باب إذا صلى قاعدا ثم صح أو وجد خفة تمم ما بقي

عن عائشةَ رضي الله عنها أُمِّ المؤمنينَ أنها لم تَرَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يصَلي صلاةَ الليلِ قاعداً قطُّ حتى أَسَنَّ (وفي روايةٍ: كَبِرَ)؛ فكانَ يَقرأُ قاعداً، حتى إذا أرادَ أنْ يركعَ قامَ، فقرَأَ نحواً من ثلاثينَ آيةً، أو أربعينَ آيةً ثم ركعَ، [ثم سجدَ، يفعلُ في الركعةِ الثانيةِ مثلَ ذلكَ، فإذا قضى صلاتَهُ نظَرَ (وفي روايةٍ: كان يصَلي ركعتَين)، فإنْ كنتُ يَقْظى تحدَّثَ معي، وإنْ كنتُ نائمةً اضطجَعَ] [على شقه الأَيمن] [حتى يؤْذَنَ بالصلاةِ].
[قلت لسفيان: فإنَّ بعضهم يرويه "ركعَتي الفجر"؟ قال سفيان: هو ذاك].

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعْبَدَ الناسِ لربِّه جلَّ وعلَا؛ وكان حَريصًا على قِيامِ اللَّيلِ، حتى إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَترُكْهُ في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ، وحافَظَ عليه حتى كَبِرتْ سِنُّه في آخِرِ حَياتِه الشَّريفةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ أُمُّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها لم تَرَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي قِيامَ اللَّيلِ وهو جالسٌ قَطُّ حتى كَبِرَ في السِّنِّ، فلمَّا كَبِرَتْ سِنُّه بدَأَ يَقومُ اللَّيلِ قاعدًا، فكان يَقرَأُ وهو جالِسٌ ما فَتَحَ اللهُ عليه مِن القرآنِ، فإذا أرادَ أنْ يَركَعَ قام فاستكمَلَ قِراءتَه قائمًا، فيَقرَأُ وهو قائِمٌ مِقدارَ ثلاثينَ أو أربعينَ آيةً، ثمَّ يَركَعُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: حِرْصُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قِيامِ اللَّيلِ، ومُواظبتُه في ذلك، حتَّى عندَما كَبِرَتْ سِنُّه.
وفيه: مَشروعيَّةُ جُلوسِ المُتطوِّعِ في الصَّلاةِ، والقِراءةِ وهو جالسٌ مع قُدرتِه على القِيامِ.
وفيه: أنَّ السُّنَّةَ تَطويلُ القِراءةِ في صَلاةِ اللَّيلِ.