باب إذا لم يتم الركوع
بطاقات دعوية
عن زْيدِ بنِ وهْبٍ قالَ: رأى حُذَيفةُ رجُلاً لا يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسجودَ، [فلما قضى صلاتَه]، قالَ [له حذيفةُ]: ما صلَّيتَ، ولْوْ مُتَّ مُتَّ على غيرِ الفِطرةِ التي فطَرَ اللهُ محمَّداً - صلى الله عليه وسلم -، (وفي روايةٍ: قال: وأحسبه قال: ولو مُتَّ مُتَّ على غير سنَّة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -).
يَنبغي لِلمُصلِّي أنْ يَطمئِنَّ في كلِّ رُكنٍ مِن أركانِ الصَّلاةِ؛ لأنَّ الاطمئنانَ رُكنٌ فيها؛ فيَنبغي أنْ يَطمِئنَّ في القيامِ وفي الرُّكوعِ وفي السُّجودِ وفي الرَّفعِ مِنَ الرُّكوعِ وفي الجلوسِ بيْنَ السَّجدتَينِ، والاطمئنانُ أنْ تَستقرَّ أعضاءُ المصلِّي في الرُّكنِ الَّذي هو فيه؛ ولذلك لَمَّا رأى حُذَيْفةُ بنُ اليَمانِ رَضيَ اللهُ عنهما رجُلًا لا يُتِمُّ الرُّكوعَ ولا السُّجودَ، ولا يَطمئنُّ فيهما، قال له حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه: ما صلَّيْتَ! فإنَّك بهذا النَّقصِ لا يُعتدُّ بِصلاتِك، ولو مِتَّ مِتَّ على غَيرِ سُنَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمراد بالسُّنَّةِ هنا الطريقةُ، وهي تَتناولُ الفرضَ والنَّفلَ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَطمِئنُّ في الرُّكوعِ والسُّجودِ وسائرِ الأركانِ، فإنْ مِتَّ على ذلك كُنتَ مخالِفًا لسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطريقتِه في الصَّلاةِ.وهذا مِن تعليمِ الصَّحابةِ للتابِعينَ، ونَقلِهمُ السُّنَنَ والأحكامَ لِمَن بَعْدَهم، ومِن حِرصِهم على هِدايةِ النَّاسِ كما كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حريصًا عليهم.