باب إسلام سلمان الفارسى رضي الله عنه 3
بطاقات دعوية
عن سلمان قال: فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة.
مِن عَدْلِ اللهِ ورَحمتِه سُبحانَه بخَلقِه أنْ أرسَلَ إليهم الرُّسلَ؛ ليُرشِدوهم إلى طَريقِ الحقِّ كلَّما انحَرَفَت بهمُ السُّبلُ، واسْتَشْرى فيهمُ الضَّلالُ، حتَّى ختَمَ اللهُ الرِّسالاتِ بنَبيِّه مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يَذكُرُ الصَّحابيُّ سَلْمانُ الفارِسيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ المدَّةَ الَّتي لم يُبعَثْ فيها رَسولٌ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ فيما بيْن نَبيِّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ، ومُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ كانت سِتَّ مِئةِ سَنةٍ، كما ذكَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه العَزيزِ على لِسانِ عِيسى عليه السَّلامُ: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
وقدْ عُدَّ زمَنُ الفَتْرةِ هاهنا سِتَّ مِئةِ سَنةٍ، وقيلَ: التَّحقيقُ أنَّها خَمسُ مِئةٍ وخَمْسونَ سَنةٍ، وقيلَ: غيرُ ذلك، وهذا القَدْرُ مِن الفَرقِ ممَّا يُمكِنُ أنْ يقَعَ بيْن الحِسابِ الشَّمسيِّ والقَمَريِّ، واللهُ أعلمُ.