باب إقامة الحدود
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الله بن سالم المفلوج، حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد (3) عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقيموا حدود الله في القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائم" (1)
الإسلامُ دِينُ العدلِ والقِسطِ وعَدمِ المحاباةِ لأحدٍ على حِسابِ أحدٍ، وقد حدَّ الشَّرعُ الحكيمُ حُدودًا، ثمَّ أمَرَ الجميعَ أنْ يلتَزِموا بها.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عُبادةُ بنُ الصَّامِتِ رضِيَ اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أقيموا حُدودَ اللهِ في القريبِ والبعيدِ"، وهذا يَحتمِلُ أن يُرادَ بهما القُرْبُ والبُعْدُ في النَّسَبِ، أو القوَّةِ والضَّعفِ، والمعنى: أقيموا حُدودَ اللهِ في كلِّ النَّاسِ دونَ تمييزٍ بين غنِيٍّ وفقيرٍ، وقويٍّ وضعيفٍ؛ "ولا تَأخُذْكم في اللهِ لومةُ لائمٍ"، أي: ولا يَمنعْكم إقامةَ الحدود آخذين بها في نفْسٍ دون نفْسٍ إرضاءً لأحدٍ مِن الناسِ؛ وذلك لأنَّ في إقامتِها زجرًا للخلْقِ عنِ المعاصي والذُّنوبِ وعمَّا يتضرَّرُ به العِبادُ، وصِيانةً لدارِ الإسلامِ عنِ الفسادِ، وسببًا لفتحِ أبوابِ السَّماءِ وإرخاءِ خيرِها، ولأنَّ في التَّهاوُنِ بها انهماكَ النَّاسِ في المعاصي، وذلك يكون سببًا لِأَخْذِهم بالسِّنينَ والجدْبِ وإهلاكِ الخلْقِ.
وفي الحديثِ: الأمْرُ بإقامةِ حُدودِ اللهِ على الجَميعِ.