باب إماطة الأذى عن الصبى في العقيقة 1
بطاقات دعوية
عن سلمان بن عامر [690 - الصبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -] قال:
"مع الغلام عقيقة؛ [691 - فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى] ".
نِعَمُ اللهِ على عِبادِه عَظيمةٌ وجليلةٌ، ومِن هذه النِّعمِ نِعْمةُ الرِّزقِ بالذُّرِّيَّةِ، وشُكْرُ اللهِ تعالَى على هذه الأفضالِ يدُلُّ على اعْترافِ العبدِ وإقرارِه بها، وسُبُلُ الشُّكرِ كَثيرةٌ، منها: الشُّكرُ بالقولِ والدُّعاءِ، ومنها: الشُّكرُ بالأفعالِ؛ بعَمَلِ ما أَمَرَ به اللهُ ورَسولُه مِن التَّقرُّبِ إلى اللهِ بالذَّبحِ وإطعامِ النَّاسِ والتَّوادُدِ بيْنهم.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ مَعنًى مِن هذه المعاني بشُكْرِ اللهِ على نِعمةِ الوَلَدِ بالعَقيقةِ؛ فيروي التابعيُّ محمَّدُ بنُ سِيرينَ عن سَلْمانَ بن عامرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال -وقد رُوِيَ متَّصِلًا مرفوعًا عند أبي داودَ والترمذيِّ وغَيرِهما-: «مع الغلامِ عَقيقةٌ»، أي: مع مَولِد كلِّ مولودٍ ذبيحةٌ تُذبَحُ عنه بعدَ ميلادِه، وسُمِّيت عقيقةً؛ لأنَّ العقيقةَ أصلُها الشَّعَرُ الذي يكونُ على رأسِ الوَلَدِ حِينَ يُولَدُ، وسُمِّيت الشَّاةُ التي تُذبَح عنه في ذلك الوَقتِ عَقيقةً؛ لأنَّه يُحلَقُ عنه ذلك الشَّعرُ عندَ الذَّبحِ، أو لأنَّها تُقطَّع عُروقُها عندَ الذَّبحِ. وفي تمامِ الرِّوايةِ المرفوعةِ: «فأهْرِيقُوا عنْه دَمًا»، أي: أسِيلوا ومعناه اذبَحوا، وهي عن الذَّكَرِ تُذبَح شاتانِ، وعن الأُنثى شاةٌ، ويُشتَرَطُ فيها أنها تكونُ خاليةً من العُيوبِ.
وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وَأَمِيطُوا عنْه الأذَى»، الإماطةُ هي الإزالةُ، والأذى: قيل: المقصودُ به الشَّعرُ الذي يكونُ على رأسِه عند الولادةِ، وقيل: قلفةُ الذَّكَرِ التي تُقطَعُ عند الخِتانِ.
وفي الحَديثِ: مشروعيَّةُ العقيقةِ عن كلِّ مَولودٍ والنَّدبُ إليها.