عتل بعد ذلك زنيم 1
بطاقات دعوية
عن ابن عباس رضي الله عنهما: {عتل بعد ذلك زنيم} [القلم: 13]؛ قال: "رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشاة" (198).
لاقى المسلِمونَ مِن كُفَّارِ مَكَّةَ أشَدَّ ألوانِ الإيذاءِ والتنكيلِ، وقد أخذهم اللهُ عزَّ وجَلَّ في كتابِه باللِّينِ تارةً، وبالشِّدَّةِ والزَّجرِ تارةً أُخرى؛ لعلَّهم أن يَهتَدُوا أو يَكُفُّوا عن المؤمِنينَ أذاهم.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ تَرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما مَن نزَلَ فيه قولُه تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13]، فقال: هو «رَجُلٌ مِن قُريشٍ، له زَنَمَةٌ مثلُ زَنمةِ الشَّاةِ»، والعُتلُّ: هو الرَّجلُ الغليظُ الجافي قاسي القَلْبِ، وقيل: الأكولُ النَّهِمُ في الأكلِ دونَ تمييزٍ بين حَلالٍ وحرامٍ، والزَّنيمُ: الَّذي يَدَّعي نِسبتَه إلى قومٍ وليسَ منهم، والزَّنيمُ يُطلقُ على الشَّاةِ الَّتي لها زَنمةٌ، وهي الجلدةُ الزَّائدةُ المتعلِّقةُ بأِذُنِها وحَلْقِها، ووصَفَ مَن يدَّعِي نَسبًا ليس صحيحًا إلى قَومٍ بِالزَّنيمِ؛ لأنَّه مُتعلِّقٌ بهمْ وليس منهم، والزَّنيمُ أيضًا اللَّئيمُ المعروفُ بِلؤْمِه وشرِّه بين النَّاسِ كما تُعرَفُ الشَّاةُ بزَنَمتِها.
واختُلِفَ في الموصوفِ بهذه الصِّفةِ القبيحةِ؛ فقيل: هو الوليدُ بنُ المغيرةِ المخزوميُّ، وقيل: هو الأخنَسُ بنُ شَرِيقٍ، وقيل: هو الأسوَدُ بنُ عبْدِ يَغوثَ.