باب افتتاح القراءة 4

سنن ابن ماجه

باب افتتاح القراءة 4

 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن الجريري، عن قيس بن عباية، حدثني ابن عبد الله بن المغفل
عن أبيه، قال: وقلما رأيت رجلا أشد عليه في الإسلام حدثا منه، فسمعني وأنا أقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} فقال: أي بني، إياك والحدث، فإني صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر، ومععمر، ومع عثمان، فلم أسمع رجلا منهم يقوله، فإذا قرأت فقل: {الحمد لله رب العالمين} (1).

كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم أشَدَّ الناس حِرصًا على تعلُّمِ أمورِ دِينِهم مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونقْلِ ما تَعلَّموه للمُسلمينَ مِن بَعدِهم، وكانتِ الصَّلاةُ في ذُروةِ هذا الحِرصِ، وفي أُولى اهتِماماتِهم.

وفي هذا الحديثِ يَروي لنا أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا بكرٍ وعُمرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنها مِن بَعدِه كانوا يَفتَتِحون الصَّلاةَ بـ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ومعناه: أنَّهم كانوا لا يَجهَرون بالبَسملةِ، فأوَّلُ ما يُسمَعُ منهم في القراءةِ هو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ولا يَعني ذلك أنَّهم كانوا لا يَقرؤون دُعاءَ الاستِفتاحِ أو الاستِعاذةَ في أوَّلِ الصَّلاةِ أو البَسْملةَ سرًّا، وإنَّما المعني أنَّ بدايةَ الجَهرِ بعْدَ التَّكبيرِ كان

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وفي الحديثِ: ترْكُ الجَهرِ بالبَسملةِ في أوَّلِ الفاتحةِ.