باب افتتاح القراءة 3
سنن ابن ماجه
حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وبكر بن خلف، وعقبة بن مكرم، قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا بشر بن رافع، عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة
عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفتتح القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} (2).
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم أشَدَّ الناس حِرصًا على تعلُّمِ أمورِ دِينِهم مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونقْلِ ما تَعلَّموه للمُسلمينَ مِن بَعدِهم، وكانتِ الصَّلاةُ في ذُروةِ هذا الحِرصِ، وفي أُولى اهتِماماتِهم.
وفي هذا الحديثِ يَروي لنا أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا بكرٍ وعُمرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنها مِن بَعدِه كانوا يَفتَتِحون الصَّلاةَ بـ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ومعناه: أنَّهم كانوا لا يَجهَرون بالبَسملةِ، فأوَّلُ ما يُسمَعُ منهم في القراءةِ هو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ولا يَعني ذلك أنَّهم كانوا لا يَقرؤون دُعاءَ الاستِفتاحِ أو الاستِعاذةَ في أوَّلِ الصَّلاةِ أو البَسْملةَ سرًّا،
وإنَّما المعني أنَّ بدايةَ الجَهرِ بعْدَ التَّكبيرِ كان
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وفي الحديثِ: ترْكُ الجَهرِ بالبَسملةِ في أوَّلِ الفاتحةِ.