باب الأضاحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذى
حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب، ثم نزل فدعا بكبشين فذبحهما»: هذا حديث حسن صحيح
بيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفيَّةَ العملِ في يومِ عيدِ الأضحى؛ في الصَّلاةِ والخُطبةِ، والذَّبحِ والذِّكرِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو بَكْرَةَ رضِيَ اللهُ عنه "أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خطَبَ"، أي: خطَبَ يومَ عيدِ الأضحى بعدَ أنْ صَلَّى العيدَ، "ثمَّ نزَلَ"، أي: مِن فوقِ ما كان يقِفُ عليه، "فدعا بكبْشينِ فذبَحَهما"، أي: ضحَّى بهما، والكبْشُ: ذكَرُ الضَّأنِ، كما قال اللهُ تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر: 2]، وفي رِوايةِ أحمدَ: "بكبْشينِ جَذَعينِ مَوْجيَّينِ"، أي: خَصِيَّينِ، وعليه يكونُ الذَّبحُ بعدَ الصَّلاةِ وليس قبْلَها.
وقد ورَدَ الصَّحيحَينِ في صِفَةِ الكبْشينِ عن أنسٍ رضِيَ اللهُ عنه، قال: "ضحَّى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكبْشينِ، أملحَينِ، أقْرَنينِ، ذبَحَهما بيدِه، وسَمَّى وكبَّرَ، ووضَعَ رِجْلَه على صِفاحِهما".
وقد كان ذَبْحُه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لكبْشينِ؛ لأنَّه جعَلَ واحدًا عن أُمَّتِه لمَن شهِدَ للهِ بالتَّوحيدِ، وشهِدَ له بالبلاغِ، وجعَلَ الآخَرَ عن آلِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما عندَ ابنِ ماجه من حديثِ عائشةَ أو أبي هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنهما.
وفي الحديثِ: بَيانُ أعمالِ يومِ عيدِ الأضحى، وأنَّها تبدَأُ بالصَّلاةِ، ثمَّ بالخُطبةِ، ثمَّ الذَّبحِ.