باب الأمر بالاستنثار عند الاستيقاظ من النوم
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن زنبور المكي قال حدثنا بن أبي حازم عن يزيد بن عبد الله أن محمد بن إبراهيم حدثه عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خيشومه
قال الشيخ الألباني : صحيح
الشَّيطانُ عدُوٌّ لبَني آدَمَ ويَتربَّصُ بهم في كلِّ وقْتٍ وفي كلِّ مَكانٍ؛ حتَّى يُغوِيَهم ويُؤذِيَهم
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن استيقَظ مِن مَنامِه وأرادَ الوضوءَ، فلْيَسْتنثِرْ ثلاثَ مرَّاتٍ، والاستنثارُ هو استنشاقُ الماءِ بالأنفِ، ثُمَّ نَثْرُه ونفْخُه وإخراجُه، «فإنَّ الشَّيطانَ يَبِيتُ على خَيشومِه»، والخيشومُ: هو الأنفُ، وقيل: أقْصَى الأنفِ، واللهُ تعالى ورسولُه أعلَمُ بحَقيقةِ هذه المَبيتِ، ونحن نُؤمِنُ بما قاله رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إيمانًا جازمًا، ونَمتثِلُ ما أمَرَنا به، مع تَسليمِنا أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد خَصَّه اللهُ تعالَى بأمورٍ تَقْصُرُ عن فَهمِها وإدراكِها عُقولُ عامَّةِ البَشرِ. وقيل: ظاهرُ الحديثِ يَقْتضي أنْ يَحصُلَ هذا لكلِّ نائمٍ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ مَخصوصًا بمَن لم يَحترِزْ مِن الشَّيطانِ بشَيءٍ مِن الذِّكرِ