باب الاعتدال في السجود 1
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان
عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب" (1).
الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقد علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم الأمَّةَ كيفيَّاتِها وهيئاتِها؛ مِن الوُقوفِ والرُّكوعِ والسُّجودِ والرَّفعِ وغيرِ ذلك.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "اعتَدِلوا في السُّجودِ"، أيِ: اعتَدِلوا واسجُدوا بهَيئةٍ مُناسِبةٍ بالتَّوسُّطِ بينَ الانقِباضِ وتَداخُلِ أعضاءِ الجسَدِ في بَعضِها وبينَ البَسْطِ والافتِراشِ، "ولا يَفتَرِشْ أحَدُكم ذِراعَيه افتِراشَ الكَلبِ"، وفي حديثٍ آخرَ: "افتِراشَ السَّبُعِ"، والافتِراشُ بأنْ يَمُدَّ المرءُ يدَيهِ وذِراعَيه ويَجعَلَهما على الأرضِ كأنَّهما يَدَا الكلبِ أو الأسَدِ الرَّابضِ على الأرضِ.
وفي الحديثِ: الأمرُ بالاعتِدالِ والتَّوسُّطِ في هَيئةِ السُّجودِ، والنَّهيُ عن افتِراشِ الكلبِ أو السَّبُعِ.