باب التسليم على الصبيان
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه مر على صبيان، فسلم عليهم، وقال: كان النبي - صلى الله
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسْبابَ التَّآلُفِ واستِجْلابِ المَودَّةِ فيمَا بيْننا، كما حذَّرَنا ممَّا يُورِثُ التَّنافُرَ والتَّشاحُنَ، ومِن أسبابِ المَحبَّةِ والتَّآلُفِ بيْن المسلمينَ إفشاءُ السَّلامِ بيْنهم، وهي التَّحيةُ التي شَرَعها اللهُ تعالَى لعِبادِه، وكان الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم يَقتَدون بالسُّنَّةِ النبَوِيَّةِ في ذلك؛ فيُفشُونَ السَّلامَ، ومن ذلك ما أخبر به التابعيُّ ثابِتٌ البُنانيُّ أنَّ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه كان يُسلِّمُ على الصِّبيانِ الصِّغارِ إذا مرَّ بهم في طَريقِه، ويخبر أنَّه يفعَلُ ذلك اقتِداءً بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهذا مِن تَواضُعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحُسنِ تَرْبِيَتِه وتَعليمِه لِأُمَّتِه، وخاصَّةً النَّشْءَ، فسلامُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الصِّبيانِ مِن خُلُقِه العظيمِ، وأدَبِه الشَّريفِ، وفيه تدريبٌ لهم على تعليمِ السُّنَنِ، ورياضةٌ لهم على آدابِ الشَّريعةِ لِيَبلُغوا حَدَّ التكليفِ وهم متأدِّبون بأدَبِ الإسلامِ.
وفي الحَديثِ: السَّلامُ على النَّاسِ كُلِّهم حتى الصِّبيانِ المُمَيِّزين.
وفيه: بيانُ تواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
عليه وسلم - يفعله.