باب التسمية عند الطعام1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير
عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل طعاما في ستة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه لو كان قال: باسم الله - لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعاما، فليقل: باسم الله، فإن نسي أن يقول: باسم الله، في أوله (2) فليقل: باسم الله في أوله وآخره" (3)
لذِكْرِ اللهِ تعالى على كلِّ أمرٍ فَضلٌ عظيمٌ، وأجرٌ كبيرٌ، واللهُ يُعْطي عليه الثَّوابَ الجَزيل، ويحصُلُ به الكثيرُ من البركةِ والخيرِ في حياةِ الإنسانِ؛ من مأكلٍ ومَشربٍ ومَلبَسٍ.
وفي هذا الحديثِ تَحكي عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها، أنَّه: "كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأكُلُ طعامًا في سِتَّةِ نَفرٍ من أصحابِه، فجاء أعرابيٌّ فأكَلَه بلُقْمتَينِ"، أي: أكَلَ الطَّعامَ كلَّه في مرَّتينِ بلُقْمتينِ، والأعرابيُّ: هو مَن يسكُنُ الصَّحراءَ من العربِ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَّا إنَّه لو كان قال: بسمِ اللهِ لَكفاكُم"، أي: وذلك لِمَا ينزِلُ من البركةِ على الطَّعامِ، ويمنَعُ الشَّيطانَ من المُشارَكةِ له في طَعامِه، وهذا يدُلُّ على أنَّه لا يَكْفي تَسميةُ بعضِ الآكلينَ، بل لا بُدَّ مِن تَسميةِ كلِّ واحدٍ، "فإذا أكَلَ أحدُكم طعامًا، فليقُلْ: بِسمِ اللهِ، فإنْ نسِيَ أنْ يقولَ: بسمِ اللهِ في أوَّلِه، فليقُلْ: بسمِ اللهِ في أوَّلِه وآخرِه"، فإنَّه يتِمُّ بذلك الوفاءُ بسُنَّةِ التَّسميةِ، وهذا مِن لُطفِ اللهِ ورَحمتِه.
وفي الصَّحيحينِ من حديثِ عُمرَ بنِ أبي سَلَمَةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له: "يا غُلامُ، سَمِّ اللهَ، وكُلْ بيَمينِك، وكُلْ ممَّا يليكَ"؛ فأكمَلَ ذلك آدابَ الطَّعامِ: بالتَّسميةِ وذِكْرِ اللهِ، والأكلِ باليمينِ، مع النَّهيِ عن الأكْلِ بالشِّمالِ؛ لأنَّ الشَّيطانَ يأكُلُ بشِمالِه، ثمَّ يأكُلُ مِن أمامَه مِن الوعاءِ والإناءِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على ذِكْرِ اللهِ على الطَّعامِ وأنَّه سَببُ بقاءِ البركةِ.