باب التطوع خلف المرأة
بطاقات دعوية
عن عائشةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنها قالتْ: كنتُ أنامُ بينَ يدَي رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ورِجلايَ في قِبلتهِ، [وهو يصلي ]، فإذا سجدَ غمزَني، فقبضتُ رجلَيَّ، فإذا قامَ بَسَطْتُهُمَا، قالتْ: والبيوتُ يومئذٍ ليسَ فيها مصابيحُ. (وفي رواية عنها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي، وهي بينه وبين القبلة، على فراش أهله اعتراض الجنازة). (وفي أخرى مرسلة: على الفراش الذي ينامان عليه).
الصَّلاةُ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، يقِفُ فيها العبْدُ بيْن يَدَيْ ربِّه سُبحانَه؛ فيَنْبغي أنْ يُراعيَ أسبابَ الخُشوعِ وعدَمَ الانشغالِ في صَلاتِه.وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها كانت تَنامُ بيْنَ يدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورِجْلاها في قِبْلتِه، يعني: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي صَلاةَ التَّهجُّدِ على فِراشِ أهلِه، وكانت تَنامُ أمامَه أثناءَ صَلاتِه وهي مُتَوسِّطةٌ بيْنَه وبيْنَ القِبْلةِ، فإذا سَجَد صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَسَها بِيَدِه الشَّريفةِ؛ ليُنبِّهَها إلى أنَّه يُريدُ السُّجودَ، فتَقبِضُ هي رِجْلَها، وتَضُمُّهما؛ لِيَتمكَّنَ مِن السُّجودِ، فإذا قامَ مدَّتْهُما، وكانت البُيوتُ في ذلك الوقتِ بلا أنوارٍ أو مَصابيحَ؛ لِما كانتْ عليه حالُهم مِن القِلَّةِ والزُّهدِ، وهو إشارةٌ إلى أنَّ الظَّلامَ سَببٌ أو عِلَّةٌ لوُجودِها أمامَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في صَلاتِه.
وفي الحديثِ: أنَّ المرأةَ لا تقطَعُ الصَّلاةَ ولا تُفسِدُ صَلاةَ مَن صلَّى إليها.
وفيه: أنَّ العَملَ اليَسيرَ في الصَّلاةِ غيرُ مُفسِدٍ لها.