باب التغليظ في قتل مسلم ظلما 5
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا مروان بن جناح، عن أبي الجهم الجوزجاني
عن البراء بن عازب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" (2).
لقد عظَّمَ الشَّرعُ المُطهَّرُ حُرمَةَ الدِّماءِ ونهَى عن قتْلِ النَّفسِ بغيرِ حَقٍّ، وبيَّن ما لقاتِلِ النَّفْسِ المُؤمِنةِ بغيرِ حقٍّ مِن الجَزاءِ والوَعيدِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "والَّذي نَفسي بيَدِه"، أي: أُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ تعالى هو الَّذي يَملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بهذا القسَمِ، "لَقَتْلُ مؤمِنٍ"، أي: بغيرِ وجهِ حقٍّ، "أعظَمُ عند اللهِ مِن زَوالِ الدُّنيا"، أي: فنائِها وانتِهائِها، فزوالُها أهوَنُ عند اللهِ مِن قَتلِ المسلِمِ؛ فهذا بيانٌ لحُرمتِه، وتَعظيمِ دَمِه، وما فيه مِن شدَّةِ الوعيدِ للقاتِلِ .