باب التمر بالزبد
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثني ابن جابر، حدثني سليم بن عامر
عن ابني بسر السلميين، قالا: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضعنا تحته قطيفة لنا، صببناها له صبا، فجلس عليها، فأنزل الله عز وجل عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا له زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد، - صلى الله عليه وسلم - (2)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعجِبُه أصنافٌ مِن الطَّعامِ، وكان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم يَجتَهِدون في تَقديمِها للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حُبًّا وإكرامًا له.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ سُلَيمُ بنُ عامِرٍ، "عن ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّينِ"، وهما: عَطِيَّةُ وعبدُ اللهِ رَضِي اللهُ عنهما، أنَّهما قالا: "دخَل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: دخَل بيتَنا، "فوضَعْنا تحتَه قَطيفةً لنا"، أي: ثوبًا للجُلوسِ، "صَبَبْناها له صَبًّا"، أي: فرَشْناها له فَرشًا، "فجلَس عليها وأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ عليه الوحيَ في بيتِنا، وقَدَّمْنا له زُبْدًا، وتَمرًا، وكان يُحِبُّ الزُّبدَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، والزُّبدُ هو المأخوذُ مِن اللَّبَنِ بالْمَخْضِ الكثيرِ، وأجوَدُه الطَّرِيُّ المأخوذُ مِن لبَنِ الضَّأنِ، ويَليه البقَرُ ولَم يُمَسَّ بمِلْحٍ ولم يَطُلْ زَمانُه، وهو دُهنٌ رَطْبٌ.
وفي الحديثِ: الجمعُ بينَ لونَينِ مِن الطَّعامِ في الأكْلِ.
وفيه: إكرامُ الضَّيفِ بحُسْنِ استِقْبالِه، وتَقْديمِ ما تيَسَّر مِن الطَّعامِ أو الشَّرابِ