باب الحكم في الدماء1
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يحكم بين العباد في الدماء»
عظَّم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَأْنَ التَّعرُّضِ لدِماءِ النَّاسِ، وذَكَر في هذا الحديثِ أنَّ أوَّلَ ما يُقضَى بيْنَ النَّاسِ في ظُلمِ بَعضِهم بعضًا يومَ القيامةِ يكونُ في الدِّماءِ، كالقَتْل والجُرُوحِ، فإنَّ الذُّنوبَ تَعظُمُ بحسَبِ عِظَمِ المَفسَدةِ الواقِعةِ بها، أو بحَسَبِ فَواتِ المصالحِ المتعَلِّقةِ بعَدَمِها، وهَدمُ البِنيةِ الإنسانيَّةِ من أعظَمِ المفاسِدِ، ولا ينبغي أن يكونَ بعد الكُفْرِ باللهِ تعالى أعظَمُ منه. وجاء في السُّنَنِ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ «أوَّلَ ما يُحاسَب به العبدُ الصَّلاةُ»، وهذا مُتعلِّقٌ بالعباداتِ وحُقوقِ اللهِ تعالَى، وأمَّا القَضَاءُ في الدِّماءِ فمُتعلِّقٌ بحُقوقِ العِبادِ بَعضِهم على بعضٍ.