باب الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء4
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام ابن عروة، عن فاطمة بنت المنذر
عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة، فتدعو بالماء فتصبه في جيبها، وتقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ابردوها بالماء"، وقال: "إنها من فيح جهنم" (3)
حَثَّ الشَّرعُ الحكيمُ على التَّوكُّلِ على اللهِ سُبحانَه، وعَلَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الأخْذَ بالأسبابِ لا يُنافي هذا التَّوكُّلَ، ومِن ذلك الأخذُ بأسبابِ التَّداوي المباحةِ، ونَبْذُ ما حرَّمَه الشَّرعُ الحكيمُ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبرُ التابعيَّةُ فاطِمةُ بنتُ المُنذِرِ: أنَّ أسماءَ بنتَ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِي اللهُ عَنْهما كانتْ إذا جِيءَ لها بامرأةٍ مصابةٍ بالحُمَّى -وهو مرَضٌ يُرافِقُه ارتِفاعُ حَرارةِ الجِسمِ- لِتَدْعوَ لها بالشِّفاءِ، فإنها تأخُذُ الماءَ وتَصُبُّه في جَيْبِ المرأةِ؛ لتُخفِّضَ مِن حَرارةِ جَسَدِها، والجيبُ: الفَتْحةُ التي تكونُ بأعلى الثِّيابِ عِنْد العُنُقِ. وتُخبرُ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يأمُرُهم بتلطيفِ وتخفيضِ حَرارةِ الحُمَّى بالماءِ البارِدِ.
وفي الحَديثِ: الأمرُ بإبرادِ الحُمَّى الحارَّةِ بالماءِ.
وفيه: الإرفاقُ بالمريضِ والدُّعاءُ بالعافيةِ له، ونُصْحُه بما يُعلَمُ مِن أدويةٍ؛ للتَّخفيفِ عنه مِن أوجاعِ مَرضِه.