‌‌باب الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم18-2

سنن الترمذى

‌‌باب الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم18-2

حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن ثابت هو البناني قال: حدثني أبي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: «حلق الذكر».: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس

مَجالِسُ العلمِ وحِلَقُ الذِّكرِ فيها حياةٌ للقلوبِ وطهارةٌ للنُّفوسِ وسبيلٌ للسَّعادةِ في الدَّارَين؛ لأنَّها تُعرِّفُ باللهِ وتُقرِّبُ منه، وفيها تعليمُ صحيحِ الدِّين.
وفي هذا الحَديثِ يُشبِّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هذه المجالِسَ برِياضِ الجنَّةِ، حيث يقولُ: "إذا مرَرتُم برِياضِ الجنَّةِ"، والرِّياضُ هو المكانُ الَّذي به خُضرةٌ وزهرٌ، شبَّهه برِياضِ الجنَّةِ؛ لِمَا يَحدُثُ فيها للجالِسين مِن راحةٍ وطُمَأنينةٍ في القلوبِ؛ لِمَا فيها مِن ذِكرِ اللهِ، "فارْتَعوا"، أي: يُوصي النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يَحرِصَ المسلِمُ على أنْ يتَحصَّلَ مِنها على كلِّ خيرٍ، والرَّتْعُ هو الرَّعْيُ والأكلُ والشُّربُ مِن هذا المكانِ، فسأل الصَّحابةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقالوا: "وما رياضُ الجنَّةِ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "حِلَقُ الذِّكرِ"، والحِلَقُ هي جَماعةُ النَّاسِ يَجتمِعون على شَكلِ الحَلْقةِ يَذكُرون اللهَ ويَتْلون كِتابَه، ويتَعلَّمون العِلمَ فإذا رأَيتُم هذه الحِلَقَ فاغتَنِموا ما فيها، وكونوا حَريصين على ما فيها مِن ذِكرٍ، وتعلُّمٍ للعِلمِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على لزوم مَجالسِ الذِّكرِ؛ لِمَا فيها مِن الخيرِ للنَّاسِ.