باب السلاح3
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني سليمان بن حبيب، قال:
دخلنا على أبي أمامة، فرأى في سيوفنا شيئا من حلية فضة، فغضب وقال: لقد فتح الفتوح قوم، ما كان حلية سيوفهم الذهب والفضة، ولكن الآنك والحديد والعلابي
عَلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّحابةَ فأحسَنَ تَعليمَهم، ورَبَّاهم على الشَّجاعةِ وبَذْلِ الأنْفُسِ قبْلَ الأموالِ في سَبيلِ اللهِ تعالَى، والاستِعلاءِ بقُوَّةِ الإيمانِ باللهِ على كُلِّ مَن حارَبَ اللهَ ورَسولَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو أُمامةَ صُدَيُّ بنُ عَجلانَ الباهِليُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ اللهَ تعالَى فَتَحَ الفُتوحَ على قَومٍ مِنَ الصَّحابةِ، ولم تَكُنْ حِلْيةُ سُيوفِهمُ الذَّهَبَ أوِ الفِضَّةَ، على ما أصبَحَ عليه حالُ النَّاسِ بعْدَ ذلك، مِن جَعْلِ مَقابِضِ السُّيوفِ مُحلَّاةً بالذَّهَبِ والفِضَّةِ، وإنَّما كانت حِليةُ سُيوفِهم ومَقابِضِها مِنَ العَلَابِيِّ -وهي الجُلودُ غَيرُ المَدبوغةِ- والآنُكِ -وهو الرَّصاصُ- والحَديدِ، فلم يَكُنِ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يُزيِّنونَ سِلاحَهم بالذَّهَبِ وغَيرِه؛ لِاستِغنائِهم بهَيبةِ الإيمانِ عن هَيبةِ المَظاهرِ. ولا يَلزَمُ مِن هذا مَنعُ الحِليةِ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ في السُّيوفِ؛ إذْ في اتِّخاذِها إرهابٌ لِأعداءِ اللهِ، وإغاظةٌ لهم؛ وإنَّما استَغنى أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِدَّتِهم على العَدُوِّ، وقُوَّتِهم في الإيقاعِ بهم، والنِّكايةِ لهم، عن إرهابِ الحِليةِ.