باب الشفاعة في التزويج
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن العباس بن ذريح، عن البهيعن عائشة، قالت: عثر أسامة بعتبة الباب، فشج في وجهه، فقال رسول الله: "أميطي عنه الأذى" فتقذرته، فجعل يمص عنه الدم ويمجه عن وجهه، ثم قال: "لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه" (1).
أسامةُ بنُ زَيدٍ رضِيَ اللهُ عنهما ربَّاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأحَبَّه كثيرًا، وكان شديدَ السَّوادِ، خَفيفَ الرُّوحِ، شُجاعًا، وكانت له منزِلَةٌ كبيرةٌ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتَّى عُرِفَ بأنَّه حِبُّ رسولِ اللهِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لو كان أسامةُ جارِيَةً"، أي: فتاةً، "لكَسَوتُه"، أي: ألبستُه مِن أحسَنِ الثِّيابِ، "وحَلَّيتُه"، بأفضَلِ حُليِّ النِّساءِ، "حتى أُنفِّقَه"، أي: حتى يَرغَبَ الناسُ خِطبتَه والزواجَ به، وذلك عِندَما عَثُر أسامةُ بعَتبةِ البابِ فسقَطَ حتى جُرِحَ في رأسِه، وكان حينئذٍ صغيرًا كما جاء في رِوايةِ أحمدَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ الزِّينةَ والحُليَّ تختصُّ بالبناتِ والنِّساءِ دون الرِّجالِ والصِّبيانِ.
وفيه: أنَّه يَنبغي أنْ يَكونَ زَواجُ البَناتِ مَقصودًا للأولياءِ، وأنْ يُرغِّبوا الناسَ في طَلبهنَّ بتَحسينِ الهيئةِ وتَجميلِ الملبوسِ، وكل هذا في حُدودِ الشَّرعِ، والبُعدِ عنِ التَبرُّجِ( ).