باب الصفوف بين السواري
حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن ، ثنا سفيان ، عن يحيى بن هاني ، عن عبد الحميد بن محمود، قال: «صليت مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري فتقدمنا، وتأخرنا، فقال أنس : كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم»
حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعليم التابعين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل؛ فهم المتقدمون فيمن بعدهم في تعليم الناس أمور دينهم بما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما يحكيه هنا عبد الحميد بن محمود - أحد التابعين- في هذا الأثر، حيث يقول: "صليت مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري" أي: ألجئنا في صلاة الجمعة مع أنس بن مالك رضي الله عنه إلى الصلاة بين السواري، والسواري هي الأعمدة التي يقوم عليها سقف المسجد، وفي هذا إشارة إلى أن الدفع كان لزحام أو ما أشبه، فاضطرهم إلى الصلاة بينها، فتقدموا وتأخروا، أي: مبعدين عن الصلاة بين السواري؛ فقال أنس رضي الله عنه: "كنا نتقي هذا"، أي: لا نصلي بين تلك السواري "على عهد النبي صلى الله عليه وسلم"، قيل: إن سبب اتقاء الصلاة بينها إما لانقطاع الصف، وقيل: لأنه موضع جمع النعال، وقيل غير ذلك