باب الغناء والدف 4
سنن ابن ماجه
حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا الأجلح، عن أبي الزبير
عن ابن عباس، قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أهديتم الفتاة؟ " قالوا: نعم. قال: "أرسلتم معها من يغني؟ " قالت: لا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول:
أتيناكم أتيناكم ... فحيانا وحياكم" (1).
قَوْله ( أَهْدَيْتُمْ الْفَتَاة ) أَيْ أَرْسَلْتُمُوهَا إِلَى بَيْت بَعْلهَا قِيلَ مَجِيء الْفِعْل هَدَى وَأَهْدَى مُجَرَّدًا وَمَزِيدًا فِيهِ مِنْ بَاب الْأَفْعَال فَالْهَمْزَة تَحْتَمِل أَنْ تَكُون لِلِاسْتِفْهَامِ وَتَحْتَمِل أَنْ تَكُون مِنْ بِنَاء الْفِعْل وَالْهَاء عَلَى الثَّانِي سَاكِنَة وَيَحْتَاج الْكَلَام إِلَى تَقْدِير الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ وَالْغَزَل بِفَتْحَتَيْنِ اِسْم مِنْ الْمُغَازَلَة بِمَعْنَى مُحَادَثَة النِّسَاء وَمِثْلهمْ لَا يَخْلُو عَنْ حُبّ التَّغَنِّي ( فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ ) قِيلَ وَآخِره لَوْلَا الْحِنْطَة السَّمْرَاء لَمْ تَسْمَنْ عَذَارَاكُمْ وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده مُخْتَلَف فِيهِ مِنْ أَجَل الْأَجْلَح وَأَبِي الزُّبَيْر يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمْ يَسْمَع مِنْ اِبْن عَبَّاس وَأَثْبَتَ أَبُو حَاتِم أَنَّهُ رَأَى اِبْن عَبَّاس.