باب الفصل بين طيب الرجال، وطيب النساء

سنن النسائي

باب الفصل بين طيب الرجال، وطيب النساء

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود يعني الحفري، عن سفيان، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه، وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه، وخفي ريحه»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَنْهى عن لُبسِ الحَريرِ ولو كان قِطعةً صغيرةً في الثِّيابِ

 وفي ذلك يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا أَركَبُ الأُرْجُوانَ"، أي: لا أركَبُ دابَّةً سَرْجُها الأُرْجُوانُ، والأُرجوانُ: وِسادةٌ صَغيرةٌ حمراءُ تُتَّخَذُ مِن حريرٍ، تُوضَعُ على السَّرْجِ، "ولا ألبَسُ المُعَصفَرَ"، أي: الثِّيابَ المَصْبوغةَ بالعُصْفُرِ، والعُصفُرُ: نَباتٌ يُستَخرَجُ مِنه صِبْغٌ أصفَرُ، "ولا ألبَسُ القميصَ المكفَّفَ بالحريرِ"، أي: الَّذي أُضيفَ إلى أطرافِه بعضُ الحريرِ، مثلُ الأَكْمامِ والجَيبِ
قال قَتادَةُ أحَدُ رُواةِ الحديثِ: "وأومَأَ الحسَنُ"، وهو البَصريُّ راوي الحديثِ، أي: أشار، "إلى جَيبِ قَميصِه"، أي: شارِحًا بإِشارَتِه المُرادَ بالمكفَّفِ
وقد ورَد أنَّه يُباحُ للرِّجالِ قَدْرُ أربَعِ أصابِعَ مِن الحريرِ لِتَكفيفِ الثَّوبِ
وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ألَا وطِيبُ الرِّجالِ"، أي: عِطْرُهم، "رِيحٌ لا لونَ له"، كالمِسْكِ وما شابهَ، "ألا وطِيبُ النِّساءِ"، أي: عِطْرُهنَّ، "لونٌ لا ريحَ له"، كالزَّعفَرانِ وما شابَهَ؛ وذلك عند خُروجِهنَّ مِن البيتِ