باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار 3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسحاق بن سليمان (ح)
وحدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان المري
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثا" (1).
اهتمَّتِ الشَّريعةُ بنَظافةِ جميعِ البدنِ، حتَّى وصلَ ذلك الأمرُ إلى الاهتمامِ بأجزاءٍ داخليَّةٍ منه؛ مثلِ الأَنْفِ، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمبالغةِ في تَنْظيفِها.
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالاستنثارِ، فيَقولُ: "استَنْثِروا"؛ والمرادُ: استنشاقُ الماءِ بالأنفِ، ثُمَّ نَثْرُه ونفْخُه وإخراجُه، "مرَّتينِ بالِغَتَيْنِ"؛ بأن يَبلُغَ فيه أَقْصاه أو قَريبًا مِن ذلك؛ فيَكونَ هذا الفِعلُ كامِلًا غيرَ ناقِصٍ، أو "ثلاثًا"، أي: أو ثلاثًا بالِغاتٍ أيضًا؛ يَعني: هذا خِيارٌ لَكُم اثنَين أو ثَلاثًا، لكنْ بالِغتَيْنِ في الأمرَينِ.
وفي الحديثِ: أهميَّةُ الاستنشاقِ في الوُضوءِ.
وفيه: حِرصُ الشَّريعةِ على نَظافةِ جَميعِ البَدَنِ؛ لاهتِمامِها بنَظافةِ داخلِ الأنفِ.