‌‌باب المسح على الخفين

‌‌باب المسح على الخفين

عن شهر بن حوشب، قال: رأيت جرير بن عبد الله توضأ، ومسح على خفيه، فقلت له في ذلك، فقال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على خفيه»، فقلت له: أقبل المائدة، أم بعد المائدة؟ فقال: ما أسلمت إلا بعد المائدة، حدثنا بذلك قتيبة قال: حدثنا خالد بن زياد الترمذي، عن مقاتل بن حيان، عن شهر بن حوشب، عن جرير، وروى بقية، عن إبراهيم بن أدهم، عن مقاتل بن حيان، عن شهر بن حوشب، عن جرير «وهذا حديث مفسر لأن بعض من أنكر المسح على الخفين تأول أن مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين كان قبل نزول المائدة، وذكر جرير في حديثه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين بعد نزول المائدة

مِن خَصائصِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ: التَّيسِيرُ على المكلَّفين وتخفيفُ ما يَشُقُّ عليهم؛ ومِن ذلك الرُّخصةُ في المسْحِ على الخُفَّين بدلًا مِن نَزْعِهما وغَسْلِ الرِّجلَينِ؛ على أنْ يكونَ لَبِسَهما على طَهارةٍ- يومًا وليلَةً للمُقيمِ، وثلاثةَ أيَّامٍ بلَيالِيهنَّ للمسافِرِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ أبا عُبَيدَةَ بنَ محمَّدِ بنِ عمَّارِ بنِ ياسِرٍ، سألَ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما عن "المسْحِ"، والمسْحُ هو إمرارُ اليَدِ المبلَّلةِ، "على الخُفَّينِ؟" وهما ما يُلبَسُ في القدمَينِ مِن جِلْدٍ، والمقصُودُ مِن السُّؤالِ بيانُ حكْمِ المسْحِ على الخُفَّينِ، فقال له جابِرٌ: "السُّنَّةُ يا ابنَ أخِي"، أي: إنَّ المسْحَ على الخُفَّينِ هو مِن فعْلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقد تواترَتِ الأخبارُ على ذلك، ثمَّ قال: "وسأَلْتُه"، أي: سأَلتُ جابِرًا "عن المسْحِ على العِمامَةِ؟"؛ وهي ما يُلَفُّ على الرَّأْسِ، فقال له جابِرٌ رَضِي اللهُ عَنه: "أَمِسَّ الشَّعْرَ الماءَ"، أي: لا تمسَحْ على العِمامَةِ؛ بل امسَحِ الشَّعرَ فقَط، وقيل: بل تجمَعُ بين المسْحِ على العِمامَةِ والمسْحِ على ما بدا مِن شعْرِ ناصِيَةِ الرَّأْسِ .