‌‌‌‌باب النهي عن البيع في المسجد

سنن الترمذى

‌‌‌‌باب النهي عن البيع في المسجد

حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا عارم قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: أخبرنا يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة، فقولوا: لا رد الله عليك ": حديث أبي هريرة حديث حسن غريب والعمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا البيع والشراء في المسجد، وهو قول أحمد، وإسحاق، وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد
‌‌

بُنِيَت المساجِدُ لذِكْرِ اللهِ سبحانَه وتعالَى وإقامةِ الصَّلاةِ، وفيها تكونُ الموعظةُ ونَشرُ العِلمِ، ولا يَنبَغي أنْ تَكونَ مَقصِدًا للمَصالِحِ الشَّخصيَّةِ والدُّنيَويَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا رأيتُم"، أي: إذا شاهَدتُم وعايَنْتُم "مَن يَبيعُ أو يَبْتاعُ"، أي: مَن يَبيعُ سِلعةً أو يَشْتري شيئًا في المسجِدِ "فقولوا"، أي: إذا رأَيتُم ذلك فقولوا: "لا أربَح اللهُ تِجارتَك"، فهذا دُعاءٌ على تِجارَتِه بالكَسادِ والخَسارةِ، وعدَمِ الرِّبحِ، وذلك أنَّ البيعَ والشِّراءَ مَكانُه في الأسواقِ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وإذا رأَيتُم"، أي: شاهَدتُم "مَن يَنشُدُ فيه"، أي: يَرفَعُ صوتَه في المسجدِ، ويَطلُبُ "ضالَّةً"، وهي الشَّيءُ الضَّائعُ، سواءٌ كان حيوانًا أو غيرَه، وقيل: هو خاصٌّ بالحيوانِ، "فقولوا: لا رَدَّ اللهُ عليك"، وهذا دُعاءٌ عليه بألَّا يَجِدَ ضالَّتَه، وما ضاع منه؛ زَجْرًا له على سُوءِ فِعْلِه، وتشويشِه على المصلِّين والذَّاكِرين اللهَ في المسجدِ.
وفي الحديثِ: بيانُ حُرمةِ المساجدِ، وأنَّه يَنبغي ألَّا يَكونَ فيها شيءٌ غيرُ العبادةِ والصَّلاةِ، ونحوِ ذلك