باب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم10-2
سنن الترمذى
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقب» قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: واسع الفم. قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شق العين. قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل اللحم. «هذا حديث حسن صحيح»
لقدْ أُوتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن جَمالِ البَشَرِ ما يَليقُ بمِثلِه، وقدْ نَقَل الصَّحابةُ الكرامُ رَضِي اللهُ عنهم الصِّفاتِ الجسَديَّةَ والمعنويَّةَ والشَّمائلَ النَّبويَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ «ضَلِيعَ الفَمِ»، أي: عَظيمَه أو واسِعَه، وكانتِ العَربُ تَمدَحُ بذلكَ وتَذُمُّ صِغَرَ الفمِ، وكأنَّهم يَتخيَّلون أنَّ سَعةَ الفمِ يكونُ عنها سَعةُ الكلامِ والفصاحةُ، وأنَّ ضِيقَ الفمِ يكونُ عنه قِلَّةُ الكلامِ واللُّكنةُ.
«أَشكَلَ العَينِ» وهو الَّذي في بَياضِ عَينِه حُمْرةٌ، وهو أمرٌ مَحمودٌ. وقدْ فسَّر سِماكٌ-راوي الحديثِ- قولَه: «أَشكَلَ العَينِ» بأنَّه: طويلُ شَقِّ العَينِ، وقيل: إنَّ هذا وَهمٌ وغلَطٌ منه.
وقولُه: «مَنهوسُ العَقِبينِ»، أي: قَليلُ لَحمِ العَقبَينِ، وهما مُؤخَّرُ القدَمَينِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ بَعضِ صِفاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخِلقيَّةِ.