باب النهى عن أن يدعو الإنسان على أهله وماله
حدثنا هشام بن عمار ويحيى بن الفضل وسليمان بن عبد الرحمن قالوا حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم ». قال أبو داود هذا الحديث متصل الإسناد فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقى جابرا.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على مكارم الأخلاق، وإحسان الكلام، وعدم التلفظ بما يكره
وفي هذا الحديث يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط، وهو جبل من جبال جهينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليقاتل المجدي بن عمرو الجهني، وهو رئيس قبيلة جهينة، وكانت هذه الغزوة في السنة الثانية من الهجرة قبل غزوة بدر. وكان «الناضح» وهو البعير الذي يستقى عليه، يتناوب على ركوبه الخمسة والستة والسبعة، وهذا بسبب قلة الدواب، فجاء دور رجل من الأنصار ليركب على ناضح له، فأناخه فركبه، ثم حثه على الوقوف والسير، «فتلدن عليه بعض التلدن»، أي: تلكأ ولم ينبعث، فقال له: «شأ» وهي كلمة تقال لزجر البعير، «لعنك الله»، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من هذا اللاعن بعيره؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله»، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل من على بعيره، وقال له: «فلا تصحبنا بملعون» الذي دعوت عليه باللعنة، ثم قال: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، أي: من العبيد والإماء، بشيء من الضرر أو الهلاك، وسبب ذلك: حتى لا يصادف الداعي ساعة إجابة ونيل، فتستجاب دعوته السوء
وفي الحديث: النهي عن لعن البعير وغيره من سائر الدواب، والنهي عن الدعاء على النفس والأهل