باب الوتر بثلاث عشرة ركعة
سنن النسائي
أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن أم سلمة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَجتهِدُ ويَتقرَّبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بالعِباداتِ شُكرًا للهِ عزَّ وجلَّ، وتعليمًا لأمَّتِه
وفي هذا الحديثِ تقولُ أمُّ سلَمةَ رَضِي اللهُ عَنها: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُوتِرُ"، أي: كانَتْ صلاتُه مِن اللَّيلِ مِن بعدِ صَلاةِ العِشاءِ إلى قُبَيلِ الفَجرِ، "بثَلاثَ عَشْرةَ رَكعةً، فلمَّا كبِرَ وضعُفَ"، أي: ضعُفَتْ قوَّتُه بكِبَرِ سِنِّه، "أوتَرَ بتِسْعٍ"، أي: أصبَحَ عددُ ركَعاتِه في قيامِ اللَّيلِ تِسْعَ ركَعاتٍ
وقد تعدَّدَتِ الرِّواياتُ في عددِ ركَعاتِ قِيامِ اللَّيلِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كان يُصلِّي مِن اللَّيلِ ثلاثَ عَشْرةَ، منها رَكْعتَا الفجرِ"، وقال مَسروقٌ: سأَلْتُ عائشةَ عن صلاةِ اللَّيلِ، فقالَتْ: "سَبْعٌ وتِسْعٌ وإحدى عَشْرةَ، سوى رَكْعَتَيِ الفَجرِ"، وفي روايةٍ: "ثلاثَ عَشْرةَ، ثمَّ إنَّه صلَّى إحدى عَشْرةَ، وترَك ركعتينِ، ثمَّ إنَّه قُبِضَ حينَ قُبِضَ وهو يُصلِّي سَبْعَ ركَعاتٍ"، قالَتْ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "كان يُوتِرُ بأربعٍ وثلاثٍ، وستٍّ وثلاثٍ، وثمانٍ وثلاثٍ، وعَشْرٍ وثلاثٍ، ولم يكُنْ يُوتِرُ بأنقَصَ مِن سَبْعٍ، ولا بأكثَرَ مِن ثلاثَ عَشْرةَ، ولم يكُنْ يدَعُ ركعتينِ قبل الفَجرِ"
وفي الحديثِ: الحثُّ على قِيامِ اللَّيلِ قَدْرَ الاستطاعةِ