باب الوضوء مما غيرت النار 1
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "توضؤوا مما غيرت النار".
فقال ابن عباس: أتوضأ من الحميم؟ فقال له: يا ابن أخي، إذا سمعت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا، فلا تضرب له الأمثال (1).
لقد علَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه كل شيء، ومن ذلك: ما يَطرَأُ مِن أسبابٍ تُحتِّمُ الطَّهارةَ والنَّظافةَ بالوُضوءِ،
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الوُضوءُ ممَّا أنضَجَتِ النَّارُ"، أي: يَجِبُ الوُضوءُ بعدَ أكلِ طَعامٍ أثَّرَتْ فيه النَّارُ.
وقد وردَتْ أحاديثُ أخرى فيها تَرْكُ الوُضوءِ ممَّا مسَّتِ النَّارُ؛ ففي الصَّحيحَيْنِ عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكَل كَتِفَ شاةٍ، ثمَّ صلَّى ولم يتوَضَّأْ، وروَى أبو داودَ والنَّسائيُّ وغيرُهما عن جابرٍ رضِيَ اللهُ عنه قال: "كان آخِرُ الأمرَيْنِ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَرْكَ الوضوءِ ممَّا مَسَّتِ النَّارُ"؛ فاستُدلَّ بأمثالِ هذه الأحاديثِ على أنَّ حديثَ الوُضوءِ ممَّا مَسَّتِ النَّارُ منسوخٌ، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَرَك الوضوءَ ممَّا مَسَّتِ النَّارُ قبلَ وفاتِه