باب تقليد الغنم
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود
عن عائشة، قالت: أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة غنما إلى البيت، فقلدها (2)
عظَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ البيتَ الحرامَ، وكذلك نَبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَنَّ أنَّه إذا لم يَصِلِ الإنسانُ إلى الحرَمِ بنفْسِه بَعَثَ إليه الهدْيَ؛ تَعظيمًا له، وتَوسعةً على فُقرائِه.
وفي هذا الحديثِ تَروي أمُّ المؤمنِينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهْدى مرَّةً غَنَمًا للبيتِ الحرامِ دونَ أنْ يَتلبَّسَ بالنُّسكِ مِن حَجٍّ أو عُمرةٍ، أو يَحرُمَ عليه شَيءٌ مِن مَحظوراتِ الإحرامِ. والهَديُ: هو ما يُهدَى مِن الأنعامِ -الإبلِ والبقرِ والغنَمِ والمَعْزِ- إلى الحرَمِ لِتُذبحَ هناك تَقرُّبًا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وشُكرًا له.
ويُرادُ بتَقديمِ الهدْيِ إلى البيتِ الحرامِ: التَّوسِعةُ والإحسانُ إلى جِيرانِ البيتِ الحرامِ وَزائريهِ، مِن الفُقراءِ والمساكينَ. وهو مِن أفضَلُ القُرَبِ عندَ اللهِ تعالَى؛ لأنَّ الصَّدقةَ والإنفاقَ مِن أفضَلِ العِباداتِ، لا سيَّما إذا كان في البلَدِ الحرامِ، وعلى المُنقطِعين لِعِبادةِ اللهِ تعالَى فيه، والمُجاوِرين لبَيتِه.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ إرسالِ الهدْيِ إلى الحَرَمِ ممَّن لم يَذهَبْ لأداءِ الحجِّ أو العُمرةِ.