باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم5-3
سنن الترمذى
حدثنا علي بن خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد القداح، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} [البقرة: 163] وفاتحة آل عمران {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [آل عمران: 2] ": «هذا حديث حسن صحيح»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه ما يَنفَعُهم في دِينِهم ودُنياهم، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَترُكُ لهم بابًا يُقرِّبُهم مِن اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا وأعلَمَهم به.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "اسمُ اللهِ الأعظمُ"، أي: أقدَسُ أسماءِ اللهِ وأعظَمُها وأشرَفُها، وهو الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِي به أجاب، "في هاتَينِ الآيتَينِ"، أي: موجودٌ في هاتَينِ الآيتَينِ، "{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]"، أي: الَّتي في سورةِ البقرةِ، "وفاتحةِ سورةِ آلِ عِمْرانَ {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1، 2]"، أي: وفي بدايةِ سورةِ آلِ عِمرانَ: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1، 2]، وقد وردتْ رِواياتٌ أخرَى في تَحديدِ اسمِ اللهِ الأعظمِ، واختُلِفَ في تَحديدِه، ولعلَّ أقرب الأقوال أنَّ اسمَ اللهِ الأعظمَ هو (الله)؛ لأنَّه الاسمُ الوَحيدُ الذي يُوجَدُ في كلِّ النُّصوصِ التي جاءَ أنَّ اسمَ اللهِ الأعظمِ ورَدَ فيها، وأيضًا لأنَّه الاسمُ الجامعُ لِلهِ عزَّ وجلَّ الذي يَدلُّ على جَميعِ أسمائِه وصِفاتِه.
وفي الحَديثِ: إشارةٌ إلى فَضلِ اسمِ اللهِ الأعظمِ، والتَّرغيبِ في سُؤالِ اللهِ به.