باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم5-2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا المقرئ قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: حدثني أبو هانئ، أن عمرو بن مالك الجنبي، أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجل هذا»، ثم دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بعد بما شاء»: «هذا حديث حسن صحيح»
الدُّعاءُ له آدابٌ، لا يَنبَغي للعبدِ أنْ يتَعدَّاها؛ حتَّى يَقْبَلَ اللهُ له طَلَبَه؛ ويأخُذَ الأجرَ الكامِلَ على دُعائِه.
وفي هذا الحَديثِ: يَقولُ فَضَالةُ بنُ عُبيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "سَمِعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلًا "يَدْعو" اللهَ، "في صلاتِه"، أي: داخِلَ صلاتِه أو بَعْدَها، "لم يُمجِّدِ اللهَ تعالى"، أي: لمْ يُعظِّمْهُ في بَدْءِ دُعائِه، "ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: عَجِلَ هذا"، أي: اسْتَعْجَل بالطَّلَبِ، وتَرَكَ ما كان يَنبَغي له أنْ يَبدَأَ به مِنْ آدابِ الدُّعاءِ؛ مِنَ: التَّحميدِ والثَّناءِ على اللهِ تعالى، والصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
"ثُم دعاه فقال أو لغَيرِه"، أي: دَعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّجُلَ، فقال لهذا الرَّجُلِ أو لغَيرِه؛ لِيَسْمَعَ هو ويَعْمَلَ به: "إذا صلَّى أَحَدُكُم"، وأراد أنْ يَدْعُوَ، "فلْيَبدَأْ" دُعاءَه، "بتَمْجيدِ"، أي: بتعظيمِ "ربِّهِ جَلَّ وعَزَّ "والثَّناءِ عليه" بما هو أَهْلُه، "ثُمَّ يُصلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ يَدْعو بَعْدُ"، أي: بَعْدَ ذلك، "بما شاء" مِن خيرِ الدُّنيا والآخِرَةِ.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على الثَّناءِ على اللهِ والصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَبْلَ البَدْءِ بالدُّعاءِ.