‌‌باب في نسخ الكلام في الصلاة

سنن الترمذى

‌‌باب في نسخ الكلام في الصلاة

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: كنا نتكلم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، يكلم الرجل منا صاحبه إلى جنبه، حتى نزلت: {وقوموا لله قانتين} [البقرة: 238]، «فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام»، وفي الباب عن ابن مسعود، ومعاوية بن الحكم،: «حديث زيد بن أرقم حديث حسن صحيح» والعمل عليه عند أكثر أهل العلم قالوا: إذا تكلم الرجل عامدا في الصلاة أو ناسيا أعاد الصلاة، وهو قول الثوري، وابن المبارك، وقال بعضهم: إذا تكلم عامدا في الصلاة أعاد الصلاة، وإن كان ناسيا أو جاهلا أجزأه وبه يقول الشافعي "
‌‌

في هذا الحديثِ يَقولُ زيدُ بنُ أرقَمَ رضِيَ اللهُ عنه: "كنَّا نتَكلَّمُ، على عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الصَّلاةِ"، أي: كان الصَّحابةُ في أثناءِ الصَّلاةِ يُكلِّمُ أحَدُهم مَن بِجانِبِه، "فنَزَلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، أي: طائِعين خاشِعين ذَليلين ساكِتين، قال: "فأُمِرْنا بالسُّكوتِ"، أي: كان هذا أمرًا بالسُّكوتِ، والتزامِ الخشوعِ في الصَّلاةِ.
وفي روايةٍ: "ونُهينا عن الكلامِ"، أي: كان هذا أمرًا بالسُّكوتِ، والتزامِ الخُشوعِ في الصَّلاةِ، ونهيًا عن الكلامِ فيها، فنُهِيَ المصلِّي عن التَّكلُّمِ معَ أحدٍ مِن النَّاسِ في الصَّلاةِ؛ لأنَّه مُقبِلٌ على ربِّه يُناجيه، ويَخضَعُ ويتذلَّلُ له.