باب ما جاء في الرخصة في كراهية تزويج المحرم2

سنن الترمذى

باب ما جاء في الرخصة في كراهية تزويج المحرم2

حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت أبا فزارة، يحدث عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، وبنى بها حلالا، وماتت بسرف، ودفناها في الظلة التي بنى بها فيها»: «هذا حديث غريب» وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلا، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال»
‌‌

في هذا الحَديثِ يُخبِرُ يَزيدُ بنُ الأَصمِّ: أنَّ خالتَه مَيمونةَ بِنتَ الحارثِ رضِيَ اللهُ عنها، زَوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَخبرَتْ: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزوَّجَها وهوَ حَلالٌ، وبَنى بها حلالًا"، تَعني أنَّه تَزوَّجَها وبَنَى بها وهو غَيرُ مُحرِمٍ، إشارةً إلى الجوابِ عن قَولِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهُما: إنَّ الزَّواجَ كانَ وهُما مُحرِمانِ، وبنَى بها وهو حلالٌ، كما في الصَّحيحِ. قال: "وماتَتْ" مَيمونةُ رضِيَ اللهُ عنها سَنَةَ إحْدَى وخَمسين مِن الهِجرةِ على الصَّحيح "بِسَرِفَ"، وهو جبَلٌ بطَريقِ مَكَّةَ يَبعُدُ عن مكَّةَ حوالَيْ عَشرةَ أميالٍ، "ودَفَنَّاها في الظُّلةِ الَّتي بَنى بها فيها"، أي: في المكانِ الَّذي أعرَسَ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبنَى بها، والظُّلَّةُ: هي كُلُّ ما أظلَّ مِن الشَّمسِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ مَنْ تَحَلَّلَ مِن إحرامِه فقدْ حَلَّ له كُلُّ شَيءٍ، ومنه: الزَّواجُ، وعَقْدُ النِّكاح.