باب ومن سورة إذا الشمس كورت
سنن الترمذى
حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن بحير، عن عبد الرحمن وهو ابن يزيد الصنعاني، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين» فليقرأ: إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت "
بَيَّن اللهُ تعالى في بعضِ سُورِ القرآنِ بعضَ أوصافِ يومِ القيامةِ، وما يَحدُثُ فيه، ومِن تلك السُّورِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، و{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن سرَّه"، أي: أعجَبه وأحبَّ "أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رَأْيُ عَينٍ"، أي: إلى ما يَحدُثُ فيها مِن مواقِفَ متعدِّدةٍ وأهوالٍ عظيمةٍ، فيَرى تِلك الأشياءَ كأنَّها أمامَه- "فَلْيقرَأْ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، و{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}"، أي: يَقْرَأْ تلك السُّورَ؛ لِما فيها مِن وصْفِ يومِ القيامةِ وما يَحدُثُ فيه، وذِكْرِ أَحوالِه وأَهْوالِه، ومَعْناها: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، أَيْ: لُفَّتْ وأُلقِيَتْ في النَّارِ، أو بِمَعنى: رُفِعَتْ، أو لُفَّ ضَوْءُها، أو أُلقِيَتْ عن فَلَكِها، أو أَظلَمَتْ، أو نُكِّسَتْ، و{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، أيِ: انْشَقَّتْ، وتَصَدَّعَت، و{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} أيِ: انْصَدَعَت وتشقَّقَت.
وفي الحديثِ: اشتِمالُ هذه السُّورةِ وأمثالِها عَلى ذِكْرِ أحْوالِ يَومِ القِيامَةِ وأهْوالِه.
وفيه: أنَّ في القرآنِ غُنْيَةً مِن العِلْمِ بأحوالِ القيامةِ والآخرةِ لِمَن أرادَ أن يَعتَبِرَ ويتَذكَّرَ.