باب خروج الدجال
حدثنا الحسن بن عمرو حدثنا جرير عن منصور عن ربعى بن حراش قال اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة لأنا بما مع الدجال أعلم منه إن معه بحرا من ماء ونهرا من نار فالذى ترون أنه نار ماء والذى ترون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذى يرى أنه نار فإنه سيجده ماء. قال أبو مسعود البدرى هكذا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول.
الدجال شخص كذاب من بني آدم، يقال له: الدجال؛ لعظم كذبه وكثرة دجله وافترائه، وظهوره من العلامات الكبرى ليوم القيامة، يبتلي الله به عباده، ويمكث في الأرض أربعين يوما، ثم يقتله نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وبين فتنته وخداعه للناس؛ ليأخذوا حذرهم
وفي هذا الحديث يخبر صلى الله عليه وسلم أن الدجال عندما يظهر في آخر الزمان سيكون معه ماء ونار، وهذا من فتنته، امتحن الله تعالى به عباده ليحق الحق ويبطل الباطل، ثم يفضحه ويظهر للناس عجزه ويوجه النبي صلى الله عليه وسلم من حضر زمن الدجال أن يخالفه ولا يتبعه؛ وذلك لأن الذي يرى الناس أنها نار في الظاهر، فباطنها ماء بارد، والذي يراه الناس ماء باردا في الظاهر، فهو في الباطن نار تحرق، فعلى المسلم ألا يخشى ناره، وأن يقع بنفسه في التي يراها نارا، أو يخالف الدجال حتى يلقيه فيها؛ فإنها في حقيقة الأمر ماء عذب بارد
وفي الحديث: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أمور الغيب
وفيه: عظم فتنة الدجال، نجانا الله تعالى منها بفضله ومنه وكرمه